أنا من الناس اللى يوتيوب وتويتر مش مقتنعين بيا ، مش نازل لهم من زور ، وكل ماارفع فيديو يعملوا عليه حظر أو طلب مسح مشهد ، أو موسيقى أو أي حاجة في الفيديو ، وكتير توتير بيعمل وقف شهر مع إني قليل النشر على تويتر ، وكلها حاجات عادية .
اليوتيوب أبشع ، من أول يوم طلع فيه الاختراع ده وأنا برفع فيديوهات ، وصل الأمر زمان اني كنت برفع فيديو كل طلعة نهار ، مرة سجلت فيديو لعصافير ملونة بتزقزق ، وتم طلب حذف الفيديو بحجة ان في صوت قرآن في الخلفية وقالوا ان صوت المقرئ تابع لشركة روتانا ولما سمعت كويس لقيته صوت الشيخ عبد الباسط وكانت اذاعة القرآن الكريم ، ومكنش الصوت واضح أصلا لأن صوت العصافير كان قوي ، لكن هي التلاكيك وخلاص
تعالى بقى نحاسب الشركات دي :
1- عمرك شوفت فيديو أجنبي عليه مشكلة ؟
2- عمرك شوفت قناة لأمريكان ممنوعة ؟
3- كتير من الأوروبيين والأمريكان بيحطوا اسطوانات أصلية ويسمعك الاسطوانة القديمة كلها وتلاقي الفيديو عامل 7 مليون مشاهدة ومش ممنوع ، والغريب ان اللي حاطت الاسطوانة مش شركة ولكن شخص ، وطبيعي ان الشخص لايملك حقوق ملكية انتاج موسيقى زي ده
4- من المفارقات أن الأمريكان والأوروبيين لهم حقوق أكتر منك كـ عربي ، فمثلاً أغنية كنت عاملها للمطرب James Brown والأغنية حققت مليون و 800 ألف مشاهدة ولكن يوتيوب طلب حذفها ، ولقيت أمريكان كتير حاطين الأغنية وشغالة وعليها نسب مشاهدة ، ويوتيوب لم يحذفها لهم .
الخلاصة : ان يوتيوب يترك الأمريكان والأوروبين يعرضون أي شئ ، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة وحقوق الملكية دون اعتراض .
على جانب أخر يعترض عليك يوتيوب عندما تمدح في رئيس بلدك ، أو تعرض فيديو عن انجازات مصرية ، والأغرب انه يعترض على مسلسل من تأليفي والحلقات التي تعرضت للحظر هي حلقات فيها جملة أو جملتين من خطاب الرئيس السيسي . ومن حقي أن اقتبس أي موسيقى لغاية 8 موازير موسيقية أو مايعادلها صوتيا ولكن هي سياسة كما قلت
ماذا يسمح لك يوتيوب به ؟
1- الطبخ والعجن
2- الصناعة المحلية
3- الابتكار في وصفات علاج شعبي وغير طبي وغير مصرح به من الجهات الصحية
4- الكلام في الدين ، براحتك ، حتى لو اخترعت دين لوحدك طالما عندك مشاهدات
5- شتم وسب دولتك ورئيس وحكومتك واهانة جيشك ، بحجة انك صاحب رأي
6- الرقص والعري وجلسات المساج اللى انتو فاهمينها
7- التعرض لسيرة الناس والنميمة أو الاشاعات أو تناقل الأخبار حتى لو كاذبة
8- تأليف الموسيقى والغناء وخاصة أغاني المهرجانات باعتبارها عليها اقبال
9- الكاميرا الخفية بكل سخافاتها واهانتها للناس والتعدي على حرياتهم في مجتمعهم
يمكن دي أبرز الملاحظات اللى تخلي أي مبدع حقيقي مصدوم في يوتيوب لأن اعتماده على جلب الاعلانات وليس على المضمون والقيمة ، والحجة ان القائم بالتقيم هي ربوتات وأجهزة كومبيوتر وليس موظفين أدميين ، طيب مين اللى عمل السوفت وير للأجهزة دي مش بني أدم برضه ؟
بني أدم برمج الأجهزة على استشعار حركة الترافيك أو المشاهدات على اي فيديو وكلما ارتفعت المشاهدات وضعته الربوتات في الترند وأصبح مشهور لأن الاعلان عنده مضمون المشاهدة بنسب عالية ، بصرف النظر عن المحتوى
شعار المحتوى هو الملك .. شعار كاذب
هذا الشعار يروج له يوتيوب من زمان ، وكل مواقع الـ SEO تخبرك أن المحتوى هو الذي يتحكم في عدد المشاهدات ، وأن المحتوى الجيد يجذب الناس ، وهذه المقولات كلها مغالطات ، فالجودة هنا لاتعني القيمة كما نفهمها نحن ، انما تعني ترافيك أو حركة مرور على الفيديو ، ولذلك فجوجل ويوتيوب يلعبون بالألفاظ ويستخدمون المصطلحات بطريقة مغايرة لطبييعتها المعروفة ، فهم يشكلون المصطلح وفق سياستهم التجارية فقط.
مصطلح الكلمات الدلالية Keywords أيضا مصطلح مفكوك وتم التلاعب فيه بمعنى أن البحث عن كلمات دلالية اي الكلمات المشهورة مرتبط أيضا بشهرة هذه الكلمات مثال : اكتب في البحث في جوجل : راقصة وسيقوم جول باقتراح بقية الجملة وستجد حوالي عشر جمل ، اي أن كلمة راقصة ارتبطت بموضوعات اخذت شهرة وبالتالي لايحق لك أن تخرج عن اقتراحات جوجل وإلا ستخسر شهرة مكتسبة .
وكلما التزمت باقتراحات جوجل اشتهرت حتى لو لم تكن تقصد ذلك ، حتى وان كنت تريد اقتراح جملة جديدة ، فإن اقتراحك لن يجد من يبحث عنه ، ولمن يجد رواج.
الخلاصة مرة تانية :
مجرد أمثلة فقط لكي نؤكد أن جوجل ويوتيوب وتويتر وفيس بوك أدوات للسيطرة على العقول وسحبها في طرق مرسومة بعناية وفق سياسات تجارية ، والسياسة التجارية بدورها تغطي على سياسة فكرية أو ايديولجية من يديرون هذه المؤسسات سواء مؤسسات صياغة الفكر والتوجهات أو من تقنيين يخدمون بكل اخلاص اسيادهم أصحاب النفوذ العالمي.