يعني إن المسيطرين على الانتاج الدرامي شوية زلنطحية
يعني إن عملية الانتاج ممكن تنزل للحد الأدني لدرجة انها مجاناً .. المؤلف متطوع والممثلين متطوعين والمخرج متطوع .. مفيش جنيه بيتصرف على العملية الانتاجية
يعني الممثل عايش في امريكا أو الاسماعيلية أو القاهرة .. أو موزمبيق .. بيسجل الدور على الموبايل ويرسل ملف الصوت .. وبعد تجميع الملفات تبدأ مراحل كتيرة لايشعر بها أحد وتنتهي بخروج مسلسل .. مجهود إبداعي ضخم ولكن مجاني.
يعني كمان مفيش ازمة نصوص ولا أزمة ابداع في الكتابة .. والقصص موجودة وكتيرة والاحداث متلاحقة وكانك بتسمع مسلسل مصروف عليه ملايين
يعني أن عملية الانتاج الفني والدرامي لاتحتاج الى العنطزة ومباني ومقرات للشركات وموظفين وأجور ورواتب بالملايين وفي الأخر بنشوف على الشاشة عمل متواضع
يعني إنتاجنا للمسلسلات كشف كل زلنطحي بيدعي إنه إله الانتاج الفني والدرامي ، ونفخة كذابة وتحكم في أرزاق الفنانين .. وده يقعد وده يشتغل
إنتاجنا للمسلسل رقم 3 خلال سنة كشف كل الزيف اللى سوق الفن ، وخاصة مجال المنتجين اللى عاملين نفسهم فوق البشر ومصروف عليم مليارات عشان يبقوا منتجين .. منهم اللى نافخ عضلات وعايش في الجيم ومصدق ان من غيره مصر مش هيبقى فيها انتاج فني
والتاني كل يوم عروسة جديدة وهدايا وسيارات وقصور وبرضه شخصية كرتونية تم توظفيها عشان يتم الايحاء للناس بأن من غير الراجل ده الدراما والفن في مصر هتتلاشى.
فالفنانين بين نارين .. إما ابو عضلات والمؤسسة الضخمة اللى أشبه بالامبراطورية المحصنة ومحدش بيدخلها إلا بالرضا السامي .. أو التاني اللي مش فاضي غير لمراته الجديدة وفساتينها وقصورها وعربياتها .. أو الشوال اللى دخل ع الخط جديد وفاكر نفسه جي ينقذ مصر وسمعتها في مجال الانتاج الدرامي . وخارج الـ 3 أصنام مفيش انتاج وأي حد بيخاف يجازف
والست اللى بقت شبه جدو حولان من كتر عمليات النفخ والشد ولسه برضه بتطلع تقدم برامج وشايفة نفسها ( تحت العشرين ) من جيل أحمد فوزي والعالم الغربي .
خلينا في الانتاج الدارمي البسيط اللى على قدنا .. وان البساطة دي هي سر الاستمرار .. وكمان البساطة دي يقف وراءها فكر عالي سابق بخطوات .. سابق في كل شئ : سابق في فكرة المسلسل نفسه ، سابق في أدوات العمل ، سابق في التقنيات والتكنولوجيا ، سابق في الدور التنويري اللى بيقوم بيه المسلسل، سابق بخطوات في بعد إنساني وهو ان الفن مش احتكار على أشخاص .. أبداً .. ولكن الفن لعبة جماعية مثل كرة القدم النظيفة تحكمه قيم التكامل وروح الفريق والقدرة على توظيف التكنولوجيا في خدمة الفن
باختصار
يعني احنا بدأنا بخطوات بسيطة واليوم نحتفل اننا حققنا مشوار كبير وحققنا تجربة تعلن عن نفسها بأنها تجربة رائدة في العالم كله : أول مسلسل يتم تمثيله وانتاجه من البيوت
مفيش استوديوهات ضخمة ولاجيش من الفنيين .. مفيش ملايين .. مفيش مقرات للشركة واصلا مفيش شركة . ولكن بروح الهواية وروح التعاون والصداقة أصبح هناك كيان يضم مبدعين من كل بلاد الدنيا متطوعين للتمثيل وعاشقين للابداع .
ويعني أيضا ان مفيش اسفاف ولا كلمة خارجة ولا موقف ضد المجتمع أو الدولة ، أو اشخاص أو مهنة .. يعني أنك تحترم مجتمعك وتقدم فن راقي وعندك مساحة تظهر معدن هذا الوطن بأهله وتاريخه وتبث طاقة امل ايجابية .
يعني اننا نعمل نهضة فنية ونرجع مصر لمكان الريادة الحقيقية في الانتاج التليفزيوني والاذاعي والمسرحي بدون كل المليارات اللى بتتنهب تحت مسمى مصروفات الانتاج.