الرهان الأوحد

 لا يوجد موقف في الحياة يستحق أن يسمى بالرهان الوحيد أو الأوحد ، لا الدراسه ولا الرياضة ولا السياسة ولا أي شئ يمكن أن يشكل فرصه وحيدة يتيمه تتوقف عليها حياة إنسان أو مصيره



لا يوجد نادي كرة قدم يستحق الموت ، ولا فرصه عمل آخيره من دونها الموت ولا معركة سياسية تكون رهاناً نهائيا للحياة ، لأن الحياة ليست ملك العبد بل ملك لخالقها وهو صاحب القرار النهائي في حياتك ومصيرك ومشاكلك وحبك وزواجك وميلادك وموتك .
قوة الإيمان تجعل الانسان يتمسك بحياته عبادة لله وليس تمرداً على قرارات المولى عز وجل ، فقد أعطاك الحياة ومنحك التحديات والمشاكل والعراقيل والنجاح والفشل والحب والكره وخيرك وحررك في تصرفاتك وسلوكياتك ومساراتك اليومية ، وهو سبحانه وتعالى لا يغلق الأبواب في وجه أي مخلوق ، لذلك خلق لك عقلاً تفكر وتسيطر به على جنون لحظاتك وأحلامك وتطلعاتك .
فلا تجعلوا أي موقف يكون حكماً على حياتكم وأرواحكم ، بل تعاملوا مع المواقف باعتبارها جزء من منظومة امتحانات الخالق لكم ، وانجحوا في الامتحانات لأنكم تسعدون الله بنجاحكم وصبركم وتخطيكم للعقبات بتحكيم العقل وليس بالتهور والفوضي ومساعده الشيطان على تدمير الانسان .
وهذه المقاله ليست في الدين بل هي من صلب الفلسفه الغربيه ، وهي إحدى الركائز المهمة في ( ماهية الوجود ) عند سارتر في إبداعه للمدرسه الوجودية ، وهنا أختلف مع كل من فسر سارتر بأنه ملحد لأن سارتر كان يريد نجاح الفرد وتحقيقه لذاته ووضع طريقاً باجتهاده وثقافته لا يتعارض مع المسيحية ولا يتعارض مع الاسلام وكذلك اليهودية . فالأصل في الدين أن يتحقق وجوده الفاعل وكذلك في الفلسفه والفن والأدب وحتى في العلم .
إن القوانين الإلهية والإنسانية ماهي إلا طرق معبده تسهل عليك تنظيم مسيرتك ، وكسر النظم من صناعة الشيطان أي من صناعة النفس العصية .



كن واثقاً أنه لا يوجد رهان وحيد أو نهائي ، فالحبيبة التي يتعلق بها قلبك وتريد الانتحار من إجلها قد تكون سبباً ـ في المستقبل ـ لشقائك بل انتحارك ولذلك أبعدها الله عنك ، وفشلت قصة الحب ، وقد تتخيل إنها نهاية العالم لكن بعد زمن ستجد أن الله وجه مسارك في الطريق الصحيح ، والمباراة التي تتوهم أنها الفرحه الكبري قد تكون المباراة الأخيره لحياتك ولكن النادي والحياة سيستمران بدونك ومن غيرك ، ولن ييتوقف الدنيا عند موتك .
لا ترمي بنفسك الى الموت مثل أبطال ألعاب (Play Station) لأن شخوص الألعاب هي شخصيات افتراضية كتبت الكود شركة تجارية تخطط لإعطائك شعورا بقوة زائفه ، وتذكر أنك إنسان من لحم ودم يمكن أن تموت في أي مرحله موتاً نهائياً وستختفي من الدنيا ، ورغم موتك فإن الشمس ستطلع وتستمر الحياة بدونك وبدون أي إنسان .
الفارق بين الحياة الحقيقية واللعبة هو إنك تحيا مرة أخري بعد قتلك وتواصل مهمتك في قتل الأعداء الوهميين ، لكن في الحياة أنت تضع نفسك أمام الفرصه الوحيده وتريد من الدنيا أن تلتزم بتخيلاتك !! عفواً ، فالزمن والدنيا لايلتزمان بقرار من بشر ، مهما كان ثرياً أو ذكياً أو صاحب منصب او حتى بلا منصب
صنعت الألعلب للتسليه ، وصنعت الرياضة للمتعه والتعارف وتكوين الصداقات بين الشعوب، وصنع نجوم الفن للترفيه أو الثقافة ولكن لم يصنعوا ليعبدون . طارق حسن 13 فبراير 2015

Tarek Hassan Blog

كانت موهبة كتابة المقالات تستهويني ولكن في سنة 2000 عرض علي الاستاذ نبيل ذكي رئيس تحرير جريدة الأهالي أن اكتب مقالات عن المعرفة و(الانترنت التي كانت جديدة ) وأن اعرف الناس بخباياها فعملت مقال كبير وأخبار وأصبحت احرر صفحة كاملة بمفردي بشكل اسبوعي . نشررت في كل مجلات وصحف الوطن العربي تقريبا

إرسال تعليق

أحدث أقدم