البراجماتية ( النفعية )
عندما تأتي متأخرة
وفد من قيادات حماس ذهب الى السعودية أول أمس
الخبر يبدو عادياً في ضوء المصالحة بين السعودية وإيران ، ولكن الخبر عند طروقة لايمر مرور الكرام ، أو يعالج معالجة شعبية كأن اقول مثلا : عادي ، حماس تبع ايران وطاما ماما اتصالحت يبقى العيال تتبع ماما ايران .
لا
ده كلام سطحي
تحليل الخبر من وجهة نظر أمنية وسياسية كالأتي:-
* الشرطية الأولى : بما أن نتنياهو متغطرس ، وماكينة صناعة عكننة على المجتمع الداخلي ، وبما أنه غبي ومصنع عداء متحرك للعرب بصرف النظر عن المناخ من حوله سواء كان متوتر أو هادي ... فهو كشخص نتن .. منقوع في العداء
*الشرطية الثانية : بما أن مناخ السعودية مع محمد بن سلمان أخذ بمعالجة الاتجاه شرقاً فإن تجارة الصين ستمر من الاراضي السعودية عبر البر الى اوروبا وافريقيا .. من خلال مسار تم تحديده سابقاً وخططت له الصين بدقة تبعاً لمصالحها فهو سيمر من مواني الامارات الى الاراضي السعودية ثم سوريا فالأردن فمصر فأفريقيا .. وكما قلنا سابقا ( في مقالات سابقة ) توجد بقعة ساخنة مهمة لطريق التجارة في فلسطين واسرائيل .. وبالتالي سيتوقف خط السير في اسرائيل نظرا للتوتر العسكري والقتال وزادهم الله بلاء باعتلاء نتنياهو كرسي الحكومة
لذلك رأت حماس أن تستغل غياب الموقف الاسرائيلي وان تعرض نفسها كبديل لضمان عبور التجارة الى مصر .
وذهب الوفد ليعرض موقف جديد مدعياً تحول حماس من ميلشيا عسكرية ارهابية الى رجال فكر تجاري وكرافتات واحذية نظيفة وايدي مغسولة بالكحول متوهمين أن الدول تتامل مع تنظيمات ومليشيات .
لم تعلن السعودية عن تفاصل الاجتماعات لأن صناع القرار في السعودية يعرفون بمهارة كيف يديرون الأمور التجارية ومن هم الشركاء المناسبين.
التوتر الذي صنعه نتنياهو بضرب سوريا ومحاولة تعجيز القدرات الاقتصادية فيها ودعم الاخوان في الاردن كقوة عميلة للموساد هو بغرض عرقلة مسار التجارة الصينية في مقتل
والصين ومصر والامارات والسعودية والاردن يفهمون سلوكيات هذا النتن ياهو بل ان المجتمع الداخلي في اسرائيل هو أيضا رافض لجو ( الخنقة الاقتصادية ) بهدف واحد وهو أن كل البشر تحتاج الى وقفة للتنفس من الصراعات وخلق مناخ عمل وانتعاش اقتصادي .
هذه بديهيات أستند عليها في التحليل ، تعتمد على الوضع الطبيعي Default لأي مجتمع مستبعدا نظريات المؤامرات او العداءات التاريخية .
خلاصة القول : ستتعامل السعودية مع ايران وسوريا فقط كنظم دولية معترف بها رغم العداء التاريخي لأنهما دولتين مهمتين للصين وروسيا ، أما مليشيات ايران في المنطقة فلن يكون لها سوى الفتات والتجارة الهامشية وقد يصبح هذا الأمر ثغرة ضد الاقتصاد القومي للدول العربية حيث ستلجأ حماس وحزب الله واخوان الكويت واخوان الاردن الى خلق اقتصاد موازي يعتمد على البمب والصواريخ والمنتجات المفسدة
أو قد تلجأ الصين الى استغلال رغبة هذه المليشيات في التجارة بفتح قنوات تجارية ( من ابواب خلفية ) لضمان سير كل الخطوط التجارية بدون عراقيل فكل شئ وارد
الصين لا تعارض أي طرف يعرض الشراكة ، فالصين في موضوع التجارة تتعامل بنظرية البراجماتية المتوحشة.
على جانب أخر أخر ضمنت مصر حصتها التجارية ( قبل تعديل مسارات طريق الحرير ) عن طريق مرور القوافل البحرية من قناة السويس . لكن تم تعديل المسارات باعتماد مصر مسار بري حيوي لأفريقيا ولذلك مصر اتفقت على جسر الملك سلمان الذي سيربط السعودية بمصر ربطا بريا .. بالمناسبة ستنتهي اتفاقية قوات حفظ السلام في تيران وصنافير وسوف تتسلم مصر ادارة الجزر عسكريا وامنيا باتقيات ترسيم تم توقيعها مع السعودية وبذلك تشرف مصر على حماية التجارة في البحر الأحمر أيضاً
بخصوص التوتر السوداني يجب ان نذكر انه صراع على السلطة ليس أكثر ، وكل طرف يريد أن يستحوذ على الحكم من أجل السيطرة على مسار التجارة من مصر الى جنوب القارة ولذلك ادخلوا جنود مصر في المعركة من أجل ضمان تدخل مصر :
1- أن تتورط مصر في حرب فتتعطل خطط مصر
2- أن تنحاز مصر لطرف من الاطراف فترشحه كحاكم للسودان
رقعة الصراعات لم تنتهي بعد لأن مسار التجارة العالمية القادم من الشرق اصبح هو المعيار الوحيد المضمون لتدفق الأموال بالنسبة للظروف الحالية التي يمر بها العالم.
وهذا البحث أو المقال، كبير ولكني احاول أن اختصر المواضيع والحسابات بقدر الامكان حتى لايطول المقال ، بينما المعادلات الحسابية لاقتصاد ( الحزام والطريق ) ضخمة وتفرض على الكاتب رصد كل متغير لكي نحيط القارئ الكريم بمعظم التفصيلات.
طــريــق القـــاهـرة - كيب تاون
رصدت مصر خريطة مهمة في مسار بري يهم الصين اقتصادياً ، واعتمدتها الصين وبنك التنمية الاسيوي ثم بعد انضمام مصر لبنك البريكس أصبح التمويل مفتوحاً لتمويل الطريق البري من القاهرة الى جنوب افريقيا والذي سيمر عبر السودان وهم يعرفون في السودان أن الخير قادم ، ولذلك يتصارعون على المناصب ( وأؤكد على وجة نظري من خلال مقابلة على قناة سكاي نيوز مع سفير سوداني سابق ) حيث قال ان مايحدث في السودان بين دقلو والبرهان هو صراع مناصب .
وبغباء منقطع النظير ، راهنت اسرائيل وعميلتها قطر على دقلو أو حميدتي كمليشيا لها قوة على الأرض ، للحصول على الحكم وبالتالي ضمان التحكم في مسار طريق القاهرة- كيب تاون من السودان لعرقلة جزء من اقتصاد مصر ، بينما مصر كانت سباقة وفتحت طرق موازية أخرى مع دول القارة عن طريق تنمية الحنوب الصعيدي لخلق مدن صناعية وصناعات غذائية وطرق برية تقرب القارة السمراء من مسار طريق الحرير المصري .
فمصر تستطيع عن طريق ليبيا ، وعن طريق تشاد ، وعن طريق النيجر ، وارتريا ، والصومال . وبالمناسبة خنقت مصر اثيوبيا عن طريق تنمية العلاقات مع دول الطوق المحيطة بأثيوبيا في الوقت الذي كانت تعمل فيه اسرائيل على خنق مصر بخلق توترات في دول الطوق المحيطة بمصر ( قلب الطاولة لعبة مصرية يجيدها صقور مصر فكن مطمئناً أن عيون الصقور لا تنام وتسهر على الوطن وشعبه ).
يهمنا أن نرصد أن تنمية الصراعات والتخريب اداة الغرب والماسونية منذ حدث التزاوج بين الفكر الماسوني والاقتصاد الرأسمالي ، وهم يعملون ليل نهار على تخريب أي بلد يتطلع للتنمية واصلاح الاحوال الاقتصادية لأهله.
فسخ التزاوج الشيطاني بين الرأسمالية الغربية والماسونية تقوم به روسيا في حرب ضروس عبر اراضي اوكرانيا بينما تقوم الصين بفسخه اقتصاديا . فهذه حرب عالمية من نوع جديد ، فيها فكر عالمي عالي ، وتخطيطات أجهزة لاتنام .
وفي نهاية المقال أتمنى أن اكون قد انرت الطريق ، وفسرت بعض الغموض ، وضعت القارئ الكريم داخل الاحداث
طارق حسن
مذيع سابق بالتليفزيون المصري وحاليا خالي شغل